إنزكان.. توقف أشغال قنطرة وادي “أورگة” لمدة سنتين يسائل العامل أبو الحقوق

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

يعيش مستعملو الطريق الوطنية رقم 10 سابقًا، الرابطة بين إنزكان وأولاد تايمة، معاناة يومية بسبب التوقف الغامض لأشغال إنجاز قنطرة على وادي “أورگة”، على مستوى الجماعة الترابية أولاد داحو. قنطرة كان يُفترض أن تشكّل رئة مرورية تربط بين حواضر اقتصادية كبرى، تحوّلت اليوم إلى مشروع معلق منذ أزيد من 24 شهرا، دون مؤشرات على استئناف الأشغال أو تبرير رسمي من الجهات الوصية.

ففي كل يوم، تصطف طوابير طويلة من الشاحنات والسيارات على مسلك ترابي مؤقت تم فتحه لامتصاص الضغط الناتج عن الأشغال المتوقفة، هذا المسلك البديل، الذي يفتقر إلى معايير السلامة، بات يشكّل نقطة سوداء في شبكة الطرق بالجهة، ويعكس حجم الإرباك الذي خلّفه تعثر المشروع.

– غياب الآليات والعمال.. ومعدّات متآكلة

المشهد بالمكان لا يبعث على الاطمئنان: لا أثر لآليات البناء، ولا حركة لعمال الأشغال العمومية، فقط أكوام من الحجارة وهياكل حديدية مكدّسة، ظهرت عليها علامات التآكل والصدأ بسبب تعرّضها الطويل للعوامل المناخية، في ظل غياب أي حماية أو متابعة تقنية، وضعية تثير المخاوف من إمكانية استعمال هذه المواد لاحقًا رغم تضررها الواضح، ما قد يؤثر على جودة ومتانة القنطرة مستقبلاً.

– مشاكل مالية توقف الأشغال.. وتغيير المقاولة لم يُغيّر الوضع

بحسب مصادر مطلعة، فإن المقاولة الأولى التي نالت صفقة إنجاز المشروع وقعت في مشاكل مالية حالت دون استكمال الأشغال. ورغم تدخل سلطات الإشراف لتغيير الشركة المنجزة، فإن الوضع ظل على ما هو عليه، بعد أن انسحبت المقاولة الثانية بدورها لأسباب غامضة، هذا التخبط الإداري والتقني يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول مدى جدية التتبع والمراقبة المفروضين على مشاريع من هذا النوع.

– أين دور السلطات العاملية ؟؟

في ظل هذا التعثر، تتوجه أصابع الانتقاد صوب عامل عمالة إنزكان أيت ملول، السيد إسماعيل أبو الحقوق، الذي يظل مطالبًا بتوضيح مآل هذا المشروع الحيوي، فانتظار أكثر من سنتين لإنجاز قنطرة لا يتجاوز عرضها 40 مترًا يطرح علامات استفهام كبرى، خاصة وأن مشاريع بنيوية مماثلة، وأحيانًا أكبر حجمًا، أنجزت في وقت قياسي بعدة مناطق من جهة سوس ماسة، على رأسها أكادير.

هذا التأخر يعكس خللًا واضحًا في منظومة تتبع وتنفيذ المشاريع العمومية، ويعيد إلى الواجهة النقاش حول دور المسؤولين الترابيين في مراقبة الأوراش المفتوحة، ومدى التزامهم بضمان احترام الآجال وجودة الإنجاز.

إنزكان.. توقف أشغال قنطرة وادي "أورگة" لمدة سنتين يسائل العامل أبو الحقوق

– قنطرة معطّلة.. ونموذج لبطء التنمية

ما يجري على مستوى قنطرة وادي “أورگة” كمشروع استراتيجي ” بناء قناة كبيرة ” ليس مجرد تأخر تقني، بل هو تجسيد حقيقي لواقع مشاريع التنمية المعلقة، ومرآة لضعف التنسيق بين الجهات المتدخلة في إنجاز البنيات التحتية، فمشروع من هذا النوع، وفي موقع استراتيجي، لا يمكن أن يُترك رهينًا لمشاكل المقاولات أو غياب المحاسبة.

ويبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى سيظل مشروع هذه القنطرة مجمدًا؟ ومتى تتحرك الجهات المعنية، وفي مقدمتها عامل عمالة انزكان ايت ملول، لإعادة الروح إليه؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه مشروعًا آخر يُضاف إلى قائمة المشاريع المتعثرة التي تفتقد للصرامة في الإنجاز والوضوح في التتبع؟.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى