السكيتوي يعلن مغادرته لحسنية أكادير بعد ضمان البقاء في قسم الصفوة

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

شهد موسم 2024-2025 في حسنية أكادير أجواءً مليئة بالتجاذبات والتحديات التي لم تكن لتخلو من الصعوبات، حيث عرفت مسيرة الفريق العديد من التقلبات التي انعكست على الأجواء داخل وخارج الملعب، كان أبرزها الصراع المستمر بين المدرب عبد الهادي السكيتيوي والعديد من الأطراف المعنية بشؤون النادي، سواء اللاعبين أو الجمهور أو حتى إدارة المكتب المسير.

منذ بداية الموسم، لم يعد السكيتيوي، المدرب الذي دخل إلى حسنية أكادير في وقت صعب، مجرد مسؤول فني على رقعة الملعب، بل أصبح جزءًا من معركة أكبر تتعلق بمستقبل الفريق، كانت الصعوبات تتوالى على الجميع، ولكنّ أبرز تلك الصعوبات تمثلت في “التنمر” الذي تعرض له السكيتيوي من بعض الأطراف، رغم بذله أقصى الجهود لتحقيق الاستقرار والنتائج، هذا الواقع جعل من السكيتيوي، الذي كان يسعى لتهيئة اللاعبين وتوجيههم، في مرمى نيران الانتقادات من مختلف الأطراف، وكان هذا في بعض الأحيان يربك سير العمل داخل الفريق.

ولكن رغم هذه الصعوبات، كانت هناك محاولة جادة من المدرب من أجل تجنب السقوط، ولعب دور المحرك الأساسي نحو الحفاظ على مكانة الفريق في القسم الأول، ورغم أن السكيتيوي تعرض لانتقادات قاسية، إلا أنه كان يحمل في قلبه العزيمة التي لم تفارقه، سعيًا نحو تأمين بقاء الفريق في صفوة الأندية المغربية، وكانت اللحظة الحاسمة هي المباراة أمام رجاء بني ملال التي أسفرت عن ضمان الفريق البقاء في القسم الأول، وهي اللحظة التي جعلت المدرب يُعلن مغادرته، وهو في قمة الفرح بمغادرة سفينة النادي في الوقت الذي وصل فيه إلى بر الأمان.

لكن هذا الموسم لا يمكن اعتباره مجرد موسم رياضي عادي، كان محطَّ تنبؤات، وجاء نتيجة لسنوات من التراكمات التي مرَّ بها الفريق، بدءًا من المشاكل المالية المتفاقمة وصولاً إلى الصراعات الداخلية التي أثرت على استقرار النادي.

وفي ظل غياب المكاتب المسيرة الكفوءة، وتدهور الوضع المالي، وجدت حسنية أكادير نفسها عائمة في بحر من الديون والمستحقات المتراكمة، ما وضع الفريق في وضعية صعبة للغاية.

وحتى بعد مغادرة السكيتيوي، فإن النادي لم يقطع القنطرة بعد، فهو بحاجة إلى عملية ترميم كبيرة على كافة الأصعدة، فالأولوية يجب أن تكون للإصلاحات المالية والتنظيمية، بحيث يتعين على الإدارة المقبلة التوجه نحو تعزيز البنية التحتية للفريق وضمان استقرار مالي يُمكّن النادي من التعاقد مع لاعبين مميزين وتأهيل القطاع الرياضي بشكل عام، فالفريق ما زال في حاجة إلى رعاية خاصة ومتابعة مستمرة حتى يعود إلى المنافسة بقوة.

وفي هذا السياق، يجب على الجمهور والجميع أن يعوا أن السكيتيوي لم يكن المسؤول الوحيد عن الأوضاع الصعبة التي مرَّ بها الفريق، فالأزمة الحقيقية تبدأ من مكاتب سابقة أفضت بالفريق إلى الحضيض، وأغرقت النادي في مشاكل مالية ضخمة وأوضاع إدارية معقدة. وبالتالي، فإن عبء إنقاذ الفريق لم يكن ليتحمله شخص واحد فقط، بل هو مسؤولية جماعية تتطلب التكاتف من جميع الأطراف المعنية.

– وداعًا عبد الهادي السكيتيوي

وفي الختام، لا بد من تقديم الشكر لعبد الهادي السكيتيوي الذي بذل جهدًا كبيرًا في هذا الموسم الصعب، لقد حاول بكل ما أوتي من قوة أن يبقي السفينة في المسار الصحيح، حتى ولو كانت الآليات التي كان يعمل بها مهترئة وناقصة.

السكيتيوي قال في رسالته الوداعية: “أعطيت الكثير، وواجهت صعوبات… آن الأوان للرحيل”. ورغم كل الصعوبات، يبقى السكيتيوي أحد الأسماء التي ستظل في ذاكرة جماهير حسنية أكادير، لأنه كان الرجل الذي واجه العواصف بشجاعة وخرج بالفريق من وضع صعب.

لن يكون الموسم القادم أقل تحديًا، ولكن مع الإصلاحات الحقيقية والالتزام الجماعي، يمكن لحسنية أكادير أن يستعيد بريقه ويعود لمنافسات القمة. برافو السكتيوي على كل ما قدمته، ونتمنى للفريق مستقبلاً أفضل في السنوات القادمة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى