
السلطات تنجح في إنقاذ شخص من الانتحار بالداخلة
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في حادث مأساوي جديد، اهتزّت مدينة الداخلة، مؤخرًا، على وقع محاولة انتحار مثيرة للقلق، بعدما حاول شخص يعاني من اضطرابات نفسية وضع حد لحياته، ما استدعى تدخلًا عاجلًا من السلطات المحلية والمصالح الأمنية. هذا الحادث، الذي أعاد إلى الواجهة معاناة شريحة واسعة من المواطنين الذين يُعانون في صمت، يُنذر بتفاقم الأزمة النفسية التي تعيشها فئات من المجتمع المغربي، في ظل محدودية الرعاية الصحية المتخصصة في هذا المجال.
ولم يكن هذا المشهد معزولًا؛ إذ جاء بعد ساعات فقط من واقعة مشابهة في سيدي يحيى الغرب، حيث صعد شخص إلى عمود كهربائي مهددًا بإيذاء نفسه، في تكرار مؤلم لسيناريوهات باتت مألوفة، تعكس هشاشة الوضع النفسي والاجتماعي لعدد من المواطنين.
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من الحادث المروع في بني ملال، حيث أقدم شخص أربعيني على محاولة الانتحار من أعلى خزان مائي، في اعتصام استمر لأزيد من أسبوعين، احتجاجًا على ما وصفه بـ”وفاة غامضة” لوالده الجندي المتقاعد. تدخل رجال الإنقاذ حينها لمنعه من تنفيذ تهديده، لكن أحد عناصر الوقاية المدنية أصيب بجروح خطيرة أثناء محاولة إيقافه، ما زاد من تعقيد المشهد الدرامي.
هذه الوقائع أعادت إلى الأذهان حادثًا مأساويًا وقع قبل سنوات قليلة بمنطقة بلفاع، ضواحي اشتوكة آيت باها، حيث عمد شخص إلى إحراق نفسه داخل منزل مغلق بإحكام بعد إدخال قنينة غاز وفتحها عمدًا. وقد أنقذته فرق الوقاية المدنية في اللحظة الأخيرة، ليتم تسليمه بعدها لمصالح الدرك الملكي لفتح تحقيق في الحادث.
تعدد هذه المحاولات وتنوّع أساليبها يُبرز واقعًا نفسيًا هشًا، ويكشف عن غياب منظومة فعالة للرعاية النفسية والاجتماعية، خاصة في المناطق شبه الحضرية والقروية. كما يطرح تساؤلات ملحّة حول مدى جاهزية المؤسسات الصحية والعقلية في التعاطي مع هذه الحالات، قبل أن تتحول إلى مآسٍ دامية.
إنها رسائل استغاثة صامتة، تتطلب مقاربة شاملة، لا تقتصر على تدخلات أمنية وإسعافية، بل تنطلق من تشخيص الأسباب الاجتماعية والنفسية، وتوفير بنية تحتية متكاملة لدعم الصحة العقلية، تنقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X