زعيم جبهة التحرير الوطني يثير السخرية بإدعاء اختفاء “حضارة الجزائر” بفعل الإرهاب

هبة بريس

فجّر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، عبد الكريم بن مبارك، موجة عارمة من الغضب والسخرية داخل الجزائر وخارجها، بعد أدائه المرتبك وفشله الذريع في تقديم إجابة واضحة ومقنعة حول مكونات ما أسماه بـ”الحضارة الجزائرية”، خلال مشاركته في منتدى دولي لحوار الحضارات بالصين.

جميع الآثار الجزائرية دمّرها الإرهاب

فعندما طرحت عليه صحفية صينية سؤالاً مباشراً عن أبرز عناصر هذه الحضارة، اكتفى بن مبارك بردود فضفاضة وغامضة، مدعياً أن “جميع الآثار الجزائرية دمّرها الإرهاب”، في إشارة إلى أحداث العشرية السوداء. هذا التصريح الصادم اعتبره متابعون مغالطة خطيرة وتشويهاً للتاريخ، تكشف مدى هشاشة الخطاب الثقافي والسياسي الرسمي في الجزائر.

وفي مداخلته المرتبكة، قال بن مبارك: “حضارتنا متنوعة، هناك ثقافات في الصحراء والشمال والشرق والغرب”، دون أن يكلف نفسه عناء تقديم أمثلة ملموسة أو شروحات توضح هذا التنوع.

ثم أضاف جملة غير مترابطة: “الحضارة تعطينا هوية الشعب.. السلم والأمن من أجل محو الإرهاب وكل ما هو سلبي في العالم”، في محاولة يائسة لتغطية الفراغ الفكري بخطاب فارغ.

أزمة عميقة في النخبة السياسية الجزائرية

الأدهى من ذلك، تصريحه المثير للجدل بأن “كل المواقع الأثرية الجزائرية تم محوها من طرف الإرهاب، مثلما حدث في سوريا والعراق”، وهو كلام فنده خبراء ومؤرخون باعتباره بعيداً عن الحقيقة، إذ لا يزال بالجزائر قبل ظهور “دولة الجزائر” تراث معماري وتاريخي قائم منذ الفينيقيين والرومان وحتى العهد الإسلامي، وهو ما جعل تصريحاته مادة للسخرية العارمة على مواقع التواصل الاجتماعي.

الانتقادات الداخلية جاءت حادة، حيث اعتبر ناشطون ومثقفون أن ما حدث يمثل “ظهوراً كارثياً” في محفل دولي.

وفي الوقت الذي رأى فيه مراقبون أن ما بدر عن بن مبارك يعكس أزمة عميقة في النخبة السياسية الجزائرية وعجزها عن حمل الخطاب الثقافي للدولة، ذهب آخرون إلى المطالبة بمراجعة شاملة لطريقة اختيار ممثلي البلاد في الفعاليات العالمية، معتبرين ما حدث “فضيحة سياسية وثقافية” لا يمكن تبريرها بذريعة الإرهاب أو أي شماعة أخرى.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري عبد الكريم بن مبارك



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى