سعيدة نغزة تواجه الموت بصمت في سجن القليعة بالجزائر وسط تجاهل للنظام العسكري

هبة بريس

كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، المعروفة بمتابعتها الدقيقة للشؤون الإفريقية، عن تدهور خطير في الوضع الصحي لسيدة الأعمال الجزائرية البارزة سعيدة نغزة، الرئيسة السابقة للكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية (CGEA)، والمعتقلة منذ 9 يوليوز بسجن القليعة، بعد الحكم عليها بأربع سنوات نافذة في مرحلة الاستئناف.

نغزة تعاني في صمت داخل زنزانتها

وبحسب تحقيق خاص نشرته المجلة يوم الجمعة، فإن نغزة تعاني في صمت داخل زنزانتها، حيث أصبحت مقعدة على كرسي متحرك منذ بداية الشهر الجاري، وتعاني من مشكلات قلبية وورم دماغي، بالإضافة إلى عدم قدرتها على تناول الطعام بشكل طبيعي، في ظل تجاهل السلطات لمناشدات أسرتها وهيئة دفاعها، التي أكدت أن حالتها الصحية تنذر بالخطر.

وذكّرت “جون أفريك” بأن نغزة سبق أن تعرضت لأزمتين قلبيتين قبل اعتقالها بأسابيع قليلة، وخضعت لعملية جراحية طارئة نتيجة الضغوط النفسية التي مارستها أجهزة الدولة عليها بسبب المتابعة القضائية التي تلاحقها منذ أزيد من سنة، وفق ما أكده محاموها.

وكانت محكمة الاستئناف قد أدانتها يوم 9 يوليوز بتهمة “الفساد الانتخابي”، وأصدرت في حقها أمرًا فوريًا بالإيداع في السجن، دون مراعاة لوضعها الصحي المتدهور، إذ نقلت مباشرة إلى المستشفى بعد إصابتها بوعكة مفاجئة، ثم أُرسلت فاقدة الوعي وتحت الحراسة الأمنية إلى سجن القليعة بولاية تيبازة.

سياسات القمع المنهج للنظام الجزائري ضد رجال الأعمال

وتعود خلفية محنتها إلى الرسالة الشهيرة التي بعثت بها إلى الرئيس عبد المجيد تبون في شتنبر 2023، والتي فضحت من خلالها الأعطاب البنيوية التي يعانيها الاقتصاد الجزائري، كما نددت بسياسات القمع والتضييق الممنهج التي تنتهجها مؤسسات الدولة ضد رجال الأعمال والمقاولين، وهو ما اعتُبر تحديًا غير مسبوق في وجه نظام عوّد الجزائريين على إسكات الأصوات الحرة.

وقد جاء الرد من النظام العسكري سريعًا وبأسلوب انتقامي، حيث شنّت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية هجومًا لاذعًا عليها، ناعتة إياها بـ”المنفصلة عن الواقع” ومتهمة إياها بـ”الابتزاز السياسي”، في محاولة لتشويه صورتها وطمس دوافعها الحقيقية. هذا الهجوم، تقول مصادر معارضة، هو ما دفع نغزة إلى مغادرة الجزائر نحو فرنسا في وقت سابق، خوفًا من أن تلقى نفس مصير من سبقوها ممن تجرؤوا على تحدي قبضة النظام الأمنية.

 

 



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى