صندوق النقد الدولي: “الجزائر مهددة بالعجز المالي وارتفاع الدين العمومي”

هبة بريس

أصدر صندوق النقد الدولي تحذيراً بشأن الوضع الاقتصادي في الجزائر، مشيراً إلى أنه يواجه مخاطر كبيرة ناتجة عن صدمات خارجية محتملة، في ظل تفاقم العجز المالي وارتفاع الدين العمومي. وأكد الصندوق أن هذه الظروف تضعف مرونة الاقتصاد وتقلل من قدرته على مواجهة تقلبات السوق العالمية، خاصة تلك المتعلقة بأسعار المحروقات.

الجزائر بحاجة إلى تنفيذ إصلاحات مالية عاجلة

جاء هذا التحذير في أعقاب انتهاء بعثة مشاورات المادة الرابعة لعام 2025، التي قادها كارالامبوس تسنغاريدس، خلال زيارتها إلى الجزائر في الفترة الممتدة من 16 إلى 30 يونيو.

وقد خلصت البعثة إلى أن الجزائر بحاجة إلى تنفيذ إصلاحات مالية تدريجية ولكن عاجلة، بهدف تقوية الاستقرار المالي وإعادة بناء الاحتياطات الوقائية.

كما أوصت بأن تواصل السياسة النقدية تركيزها على السيطرة على التضخم، مع اعتماد مزيد من المرونة في سعر الصرف، لتمكين الاقتصاد من التكيّف مع الصدمات الخارجية، خصوصاً تقلبات أسعار النفط والغاز.

وأشار التقرير الصادر عن الصندوق عقب الزيارة إلى أن هناك ضرورة لتعزيز الأطر المؤسسية وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وزيادة جاذبية الاقتصاد للاستثمارات الخاصة، وهو ما يعد أساسياً لتحقيق نمو اقتصادي أسرع وخلق فرص عمل مستدامة على المدى المتوسط.

تقلص إنتاج الجزائر من المحروقات

وسجل الاقتصاد الجزائري تباطؤاً في النمو خلال عام 2024، إذ انخفض معدل النمو إلى 3.6% مقارنة بـ 4.1% في العام السابق، بسبب تقليص الجزائر لإنتاجها من المحروقات في إطار اتفاقات “أوبك+”. وفي المقابل، استمر النشاط الاقتصادي خارج قطاع المحروقات في النمو، محققاً نسبة 4.2%.

أما على مستوى الحساب الجاري، فقد تحول إلى عجز في عام 2024 نتيجة انخفاض إنتاج وأسعار الغاز، رغم استمرار قوة الاحتياطات الدولية التي بلغت 67.8 مليار دولار، وهو ما يعادل نحو 14 شهراً من الواردات.

من جهته، سجل عجز الميزانية ارتفاعاً ملحوظاً ليصل إلى 13.9% من الناتج المحلي الإجمالي خلال 2024، نتيجة لتراجع إيرادات قطاع الطاقة وزيادة النفقات العمومية، خاصة تلك المتعلقة بالأجور والاستثمارات. ويتوقع التقرير أن يبقى هذا العجز عند مستويات مرتفعة خلال عام 2025.

وفي الختام، أشار التقرير إلى أن الجزائر لا تزال معرضة لمخاطر خارجية متعددة، أبرزها تقلب أسعار المحروقات، في سياق عالمي يشهد تغيرات في السياسات التجارية وتصاعد التوترات الجيوسياسية.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى