
عزل خطيب بالقنيطرة بعد انتقاده لسهرة فنية يثير جدلاً واسعاً
هبة بريس – القنيطرة
أثار قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعزل خطيب مسجد الغفران بمدينة القنيطرة، موجة جدل وتعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ربط نشطاء بين القرار وتدوينة نشرها الخطيب مصطفى قرطاح على صفحته في “فيسبوك”، عبّر فيها عن استيائه من تنظيم سهرة فنية لمغني الراب المعروف بـ”طوطو”، معتبراً ذلك مشهداً مفارقاً لما يفترض أن يكون عليه المشهد القيمي والديني في البلاد.
وفي تدوينته، انتقد الخطيب ما وصفه بـ”المفاضلة غير المفهومة” بين الخطاب الديني والمشهد الترفيهي، مستحضراً مشاهد من سهرة “طوطو” التي لاقت تغطية واسعة وصدى جماهيرياً كبيراً، في مقابل خطب دينية تمر دون أثر أو حضور فعلي، بحسب تعبيره. وأورد بأسلوب ساخر أن صوت الفنان بلغ الآفاق عبر مكبرات الصوت وشاشات العرض، بينما لم يُسمع صوت خطيب العيد إلا من قبل من كانوا في الصفوف الأمامية.
كما أشار في نصه إلى أن مغني الراب أصبح، في نظر كثيرين، مُعبّراً عن “الحياة الطيبة” التي بشّر بها خطيب العيد، في وقت تعيش فيه البلاد أزمات متعددة، من غلاء المعيشة إلى تدني جودة التعليم والرعاية الصحية، ناهيك عن معاناة المتضررين من الزلزال والوضع الإنساني في غزة.
وانتقد قرطاح ما وصفه بـ”الازدواجية” لدى بعض المسؤولين، قائلاً إن من يشرفون على تنظيم هذه الفعاليات الفنية هم أنفسهم من يتزينون بلباس الوعظ والتدين في المناسبات الدينية، مؤكداً أن مثل هذه المفارقات تسيء إلى مصداقية الخطاب الديني ومكانته في المجتمع.
وعقب انتشار التدوينة، تم توقيف الخطيب عن إلقاء خطب الجمعة، مع وقف صرف الأجر الشهري الهزيل الذي كان يتقاضاه، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول حدود حرية التعبير لدى الأئمة، وأعاد النقاش حول العلاقة بين الدين والفن، ودور المؤسسات الدينية في التعامل مع القضايا المجتمعية الحساسة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X