فاس.. الوالي الصبار يشرف على تدشين وإعطاء إنطلاقة مشاريع كبرى

هبة بريس- مكتب فاس

بمناسبة الذكرى الغالية لعيد الشباب المجيد، شهدت مدينة فاس حدثاً بارزاً يؤكد مكانتها الريادية، حيث أشرف وفد رسمي برئاسة السيد عبد الغني الصبار، والي جهة فاس–مكناس بالنيابة، وبحضور السيد المدير العام للشركة الجهوية متعددة الخدمات فاس–مكناس، والسيد رئيس مجموعة الجماعات الترابية فاس–مكناس للتوزيع، إلى جانب السادة المدراء التنفيذيين للشركة، على تدشين وإعطاء انطلاقة مشاريع استراتيجية كبرى في مجال التطهير السائل وتصريف مياه الأمطار. مشاريع تعكس رؤية مندمجة وطموحة لحماية العاصمة العلمية من مخاطر الفيضانات وتعزيز بنيتها التحتية نحو مزيد من الحداثة والاستدامة.

هذه المشاريع المهيكلة، المنجزة تحت إشراف مباشر من وزارة الداخلية، تشترك في أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في الرفع من القدرة الاستيعابية للشبكات، والحد من مخاطر الفيضانات، ومواكبة التوسع العمراني المتسارع، إلى جانب تحسين جودة الخدمات المقدمة لساكنة المدينة.

*المشروع الأول*: الذي دخل يوم الخميس 21 غشت 2025 حيز الاستغلال، يتمثل في إنجاز مجمعين رئيسيين ضخمين (وادي الحيمر ووادي الميت) عبارة عن أنفاق تحت أرضية تمتد على طول 8 كيلومترات وبعمق يصل إلى 13 متراً، وبأبعاد هندسية كبرى (3م × 3م). وقد شُيّدت هذه المنشآت بالخرسانة المسلحة وفق أحدث المعايير التقنية، مما يضمن متانة عالية وقدرة استيعابية هائلة لتصريف كميات ضخمة من المياه بشكل آمن وسريع، بعيداً عن الأحياء السكنية والمرافق الحيوية. ويهدف المشروع إلى حماية الجهة الجنوبية للمدينة من الفيضانات، وتجميع القنوات الفرعية، وتخفيف الضغط عن الشبكات الحالية، وضمان انسيابية أفضل لتصريف المياه.
*المشروع الثاني*: الذي أعطيت اليوم انطلاقة أشغاله، يخص إنجاز المجمع الرئيسي لواد فاس – الشطر الأول، بكلفة تفوق 200 مليون درهم، فيما تصل الكلفة الإجمالية لمراحله الثلاث إلى 400 مليون درهم. يمتد هذا الورش على طول يقارب 14 كيلومتراً من الأنفاق والقنوات الكبرى تحت الأرض، قد تصل أبعادها إلى (4م × 4م) وبعمق يصل إلى 32 متراً. ويُرتقب أن يشكل هذا المشروع نقلة نوعية عبر رفع الطاقة الاستيعابية للشبكة، إلغاء محطة الرفع بالدكارات، وربط التجمعات السكنية الجديدة بحلول تقنية متطورة، مع تفادي تصريف مياه الصرف الصحي عبر المدينة العتيقة حفاظاً على قيمتها التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والروحية. ومن المنتظر أن يكتمل إنجازه مع متم سنة 2026.

وتندرج هذه المشاريع ضمن البرنامج الاستثماري والرؤية الاستراتيجية للشركة الجهوية متعددة الخدمات، حيث يجمع المتتبعون على اعتبارها نموذجاً رائداً للاستثمار في البنية التحتية للتطهير السائل، بما تحمله من أثر مضاعف يتجاوز الجانب التقني، ليشكل رافعة قوية للتنمية الحضرية والاقتصادية والبيئية بمدينة فاس. فمن جهة، تكرس جاذبية العاصمة العلمية للاستثمارات عبر توفير بيئة حضرية آمنة وصامدة أمام التغيرات المناخية، ومن جهة أخرى تحسن جودة عيش الساكنة من خلال تقليص المخاطر الناجمة عن الفيضانات وضمان شروط أفضل للصحة والسلامة.

إن هذه الأوراش المندمجة، المنجزة منها والجارية، تمثل دعامة أساسية لتأمين حماية مستدامة لمدينة فاس في مواجهة التغيرات المناخية والديمغرافية، وتدعيم مكانتها كحاضرة علمية وتاريخية متجددة، رائدة في مسار التنمية الحضرية المستدامة، ووفية لرسالتها الحضارية والإنسانية عبر العصور



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى