في حضن التاريخ.. “نوستالجيا” يعود ليضيء ليالي شالة

هبة بريس

في قلب الرباط، حيث تنام الحجارة على أسرار العصور، وتتنفس الأسوار عبق الحضارات، يعود العرض الفني التاريخي “نوستالجيا – عاطفة الأمس” ليوقظ ذاكرة الزمن، في موسم ثالث ينطلق من 9 إلى 13 يوليوز 2025 بموقع شالة الأثري، ويُعيد رسم ملامح الماضي على مسرح الحاضر.

العرض، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بتعاون مع الاستوديوهات المغربية العالمية بورزازات، ليس مجرد حدث فني عابر، بل هو دعوة مفتوحة للسفر عبر التاريخ، ولملامسة لحظات ظلت حبيسة الكتب والآثار، قبل أن تُبعث من جديد على إيقاع الضوء والموسيقى والتمثيل.

في كل مساء، وعند الساعة التاسعة ليلاً، يُفتح الستار على ثلاث حصص متتالية، تنسج على خلفية أطلال شالة لوحات مسرحية تحكي سيرة حضارات مرت من هنا: من الفينيقيين الذين لامسوا الساحل ذات حلم، إلى الرومان الذين تركوا آثارهم على الجدران، مرورًا ببزوغ الدولة الإسلامية، ووصولًا إلى العهد العلوي الذي لا تزال آثاره نابضة في وجدان المغاربة.

العرض يسعى إلى تعريف الأجيال الجديدة بتراثها بطريقة فنية حديثة، تثير الشغف وتفتح أبواب التأمل، و هذه المبادرة تُعد فرصة للزائر المغربي والأجنبي على حد سواء لاكتشاف المغرب من منظور مختلف، حيث الموقع الأثري يتحول إلى خشبة حية تسرد، وتبكي، وتغني.

“نوستالجيا” ليس فقط عرضًا فنيًا، بل تجربة حسية كاملة، حيث يلتقي المكان بالتاريخ، والفن بالروح، والحاضر بالماضي. تجربة تؤكد مرة أخرى أن في المغرب كنوزًا لا تُعد، وأن في الذاكرة قوة قادرة على خلق الجمال من رماد السنين.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى