
في خطاب العرش.. جلالة الملك يمنح النظام الجزائري فرصة أخيرة لحفظ ماء الوجه
هبة بريس
لم يكن الخطاب الملكي لعيد العرش في ذكراه السادسة والعشرين مجرد لحظة احتفالية عابرة، بل جاء كرسالة استراتيجية قوية في سياق يتصاعد فيه الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، ويتعزز فيه موقع المملكة إقليمياً ودولياً.
دعوة ملكية مفتوحة إاى الجزائر
وفي وقت يراكم فيه المغرب المكاسب، فضّل جلالة الملك محمد السادس أن يُجدد – بكل ثقة وسيادة – دعوته والمفتوحة إلى الجزائر، مؤكداً تشبث المغرب الثابت ببناء مغرب كبير موحد، يقوم على الحوار والتفاهم بين الشعوب لا على النزاعات المصطنعة.
ورغم القطيعة الرسمية منذ غشت 2021، والتصعيد المستمر من قبل النظام العسكري الجزائري، جاءت اليد المغربية الممدودة مرة أخرى، من منطلق قوة ووعي استراتيجي بمصير مشترك تفرضه روابط التاريخ والدين واللغة.
إنه موقف سيادي ناضج، لا يخضع للابتزاز، ولا يتأثر بحسابات الجنرالات في قصر المرادية الذين يراكمون الإخفاقات في الداخل ويفتعلون الأزمات مع دول الجوار.
فبينما تنعم المملكة بدعم راسخ من ثلاث قوى دائمة العضوية في مجلس الأمن، وتأييد عربي وإفريقي متصاعد لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع المفتعل، اختار جلالة الملك ألا يرد بالمثل على الخطاب العدواني الجزائري، بل أكد من جديد التزام المغرب بمنطق المسؤولية، والتسامح، والسمو السياسي، وحرصه على فتح صفحة جديدة مبنية على الحوار الصادق والاحترام المتبادل، دون شروط مسبقة أو مناورات مكشوفة.
الجزائر تحت قبضة نظام عسكري متهالك
في المقابل، لا تزال الجزائر، تحت قبضة نظامها العسكري المتهالك، تتخبط في عزلة خارجية وداخلية. ورغم كل حملات التشويش والتحريض، فإن خطاب الملك لم ينجر إلى متاهات الرد والمهاترات، بل دعا النظام الجزائري إلى واقعية سياسية تليق بعصر تنهار فيه أوهام الانفصال، وتتراجع فيه الأكاذيب الدعائية التي باتت مكشوفة لدى المجتمع الدولي.
بل أكثر من ذلك، قدم جلالة الملك مبادرة نبيلة يمكن أن تشكل مخرجاً مشرّفاً للنظام الجزائري من الورطة التي صنعها بيديه، حين جعل من ملف الصحراء ذريعة دائمة للتصعيد، في حين باتت مبادرة الحكم الذاتي تحصد الاعترافات وتفرض نفسها كحل توافقي يحفظ ماء الوجه للجزائر.
وقد وجه العاهل المغربي تحية تقدير إلى الدول التي أعلنت دعمها الصريح للمبادرة المغربية، وعلى رأسها المملكة المتحدة والبرتغال، مشدداً على أن المغرب لا يسعى إلى إذلال أحد أو فرض انتصار وهمي، بل إلى حل عادل ومتوازن ينهي هذا النزاع المفتعل دون غالب أو مغلوب.
خطاب العرش، في جوهره، هو تأكيد على أن السيادة لا تعني الانغلاق، والكرامة لا تتنافى مع مدّ اليد، بل إن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على تجاوز الجراح من أجل بناء المستقبل المشترك. وبينما تتهاوى رهانات الانفصال وتسقط أوراق التوت عن دعاة العداء، تظل اليد المغربية الممدودة عنواناً لثبات المملكة وقائدها الملك محمد السادس، الذي يعكس رغبة شعوب المغرب الكبير في الاتحاد لا الانقسام.
إنها دعوة جريئة ومسؤولة لبناء مشروع وحدوي مغاربي يستحق أن يُبنى بعيداً عن نزوات جنرالات قصر المرادية وضيق أفقهم السياسي.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X