
في دولة “الكابرانات”.. 54 ألف حافلة مهترئة تجاوزت 30 سنة تجوب طرق الجزائر
هبة بريس
في بلد يُلقَّب زيفاً بـ”القوة الضاربة” ويحقق عائدات كبيرة من النفط والغاز، يتنقل الجزائريون يومياً في أسطول مهترئ يضم أكثر من 54 ألف حافلة تجاوز عمرها ثلاثة عقود بحسب أرقام رسمية، في صورة صارخة لفشل النظام العسكري في توفير خدمة نقل عمومي تحفظ كرامة المواطنين الجزائريين وتتماشى مع أبسط تطلعاتهم، وهم الغارقون أصلاً في أزمات اجتماعية واقتصادية خانقة.
طرق متهالكة بالجزائر
وزير النقل الجزائري نفسه اعترف بأن هناك 28 ألف حافلة إضافية تجاوزت العشرين سنة من الخدمة، لا تزال تجوب الطرق الوطنية المتشققة والمتهالكة، لتكتمل بذلك صورة الانهيار الشامل للبنية التحتية التي تركها العسكر رهينة الإهمال والفساد.
ولمحاولة امتصاص الغضب الشعبي المتصاعد، روّج النظام العسكري لقرار اتخذه الرئيس الغائب عبد المجيد تبون، يقضي بسحب الحافلات التي يزيد عمرها عن 30 سنة خلال الأشهر الستة المقبلة، في خطوة لا تعدو أن تكون محاولة يائسة لتلميع صورة مهترئة أصلاً وتقديم وعود زائفة للجزائريين.
حوادث مرورية مستمرة بالجزائر
وفي ظل هذا الواقع الكارثي، تتوالى الحوادث المرورية التي تحصد الأرواح وتزيد الجراح بعد فاجعة جسر واد الحراش بالعاصمة. فمساء الأحد الماضي، شهد الطريق السيار شرق–غرب في قسنطينة حادثاً خطيراً إثر اصطدام حافلة بمركبة أخرى على مستوى بلدية عين السمارة – دائرة الخروب، مخلّفاً 27 جريحاً.
ولم تمر سوى ساعات حتى تكرر المشهد يوم الاثنين، حيث اصطدمت حافلة بشاحنة على الخط الرابط بين جيجل وحاسي رمل، بالطريق الوطني رقم 01 بين ولايتي الجلفة والأغواط، وأسفر الحادث عن 26 مصاباً بينهم أطفال لا يتجاوز عمر بعضهم السنة الواحدة.
هكذا يعيش الجزائريون بين حافلات صدئة ومتهالكة، وطرقات مهترئة، ونظام عسكري يكتفي بترديد شعارات جوفاء بينما يترك الشعب يواجه الموت الحتمي على الطرقات.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X