
قُبيل الدخول المدرسي.. عُيون المغاربة على مابقي من ميزانيات جيوبها
محمد منفلوطي – هبة بريس
أشرفت العطلة الصيفية على الرحيل، وطي صفحة ما بقي من السفر والسمر رغم الغلاء، واقترب للناس حسابهم مع مصاريف الدخول المدرسي المرتقب وعيونهم شاخصة على مابقي من ميزانياتهم المالية المتهالكة التي أنهكتها توالي المناسبات مع ارتفاع الأسعار والمصاريف اليومية.
فما أن عادت الأسر أدراجها، حتى حولت بوصلتها مباشرة نحو المكتبات وأمكنة بيع الكتب والمقررات والأقلام والمنجرات، وذب الخوف والتوجس بين صفوفها تحسبا من زيادات مرتقبة قد تربك الحسابات وتعيد صياغة أرقام مابقي من الميزانيات.
هو خوف وترقب مشوب بالحذر، لم يخف معه كثيرون قلقهم من احتمال تنصل الجهات الرسمية وعدم ضبطها للاستقرار داخل الأسواق فيما يخص مراقبة الأسعار في شقها المتعلق ببيع الأدوات المدرسية من دفاتر وأقلام وأوراق ومحافظ والتي عرفت ارتفاعا مخيفا بلغت مبلغ النصف بالنصف بلغة العامية في السنة الماضية، مع العلم أن هناك اتفاق مسبق بين الناشرين والحكومة لضمان مبدأ استقرار الأسعار.
* مناسبات وعطل ومصاريف فوق العادة
إن حديثنا اليوم عن حال الأسرة كإحدى المؤسسات التي تضطلع بمهمة تربية الرجال والنساء على حد سواء في علاقتها مع المصاريف اليومية وتعدد المناسبات، ذلك أن صلاح الفرد والمجتمع لا يستقيمان إلا باستقامتها وإعادة الاعتبار إليها ودعمها ماديا ومعنويا، وفي مقابل ذلك أيضا، يجب على هذه الأسرة أن تساير بدورها التطورات والأحداث وأن تجد لنفسها مناعة تجعل منها كيانا قادرا على الصمود في مواجهة الأزمات والمطبات..
لنكن صرحاء مع أنفسنا، فإن الواقع يشهد بالضعف الذي أصاب دور الأسرة التربوي الذي يعد من أسباب أزمتنا التربوية، فاعتمدت أساليب تربوية تطغى عليها السلبية، من تلك الأساليب نجد المبالغة في توفير الحاجات المادية فوق العادة، عن طريق الاقتراض لتحسين مستوى عادات الأكل واللباس والسكن والأثاث والسفر وبمقابل ذلك تم اهمال التربية على القيم.
نعم، وضع الأسر هذا وإذا أضفنا إليه لهيب الأسعار مع توالي المناسبات، التي تتطلب ميزانيات استثنائية، بدءًا بشهر رمضان وعيد الفطر، وعيد الأضحى والعطلة الصيفية والدخول المدرسي، ستكون الوصفة قد اكتملت وأينعت وحان قطاف ثمارها المُرّة، التي ستزيد من مرارة الحياة اليومية لدى هذه الأسر الفقيرة والمتوسطة، قد يدفع بهما إلى حافة الافلاس والاقتراض لسد العجز في الميزانية المتهالكة أصلا..
أعياد وعطل وأدوات مدرسية، مناسبات في فترات متقاربة، تجعل من صيف هذه الأسر بداية لخريفها، إذ لا تكتفي هذه الأسر وخصوصا ذات الدخل المحدود برصد ميزانية خاصة لتغطية مصاريف العطلة الصيفية التي ابتدأت في يوليوز، بل انضافت إليها في نهاية غشت وبداية شتنبر مناسبة أخرى تتطلب من الأسر دعما خاصا، سواء ماديا أو معنويا، تلك المناسبة المتعلقة بالدخول المدرسي وأدواته ومنجراته وما ينْجر من ورائه من مصاريف أخرى أدهى وأمر، خاصة عندما نتكلم عن التعليم الخصوصي الذي بات موضة وخيارا لا رجعة عنه لدى غالبية الأسر.
**دخول مدرسي وخوف من الزيادات
في أوج النشوة بالعطلة الصيفية لدى الأسر التي استطاعت وحالفها الحظ للسفر والتخييم طبعا، وفي ظل الرتابة والروتين اليومي والملل الذي عانته وتعاني منه العديد من الأسر الفقيرة التي اكتفت بإغلاق أبواب البيوت عنها دون البحث لها عن لحظات تنعش الروح، في أوج ذلك، يسود خوف وترقب من احتمالية رفع أسعار المقررات والكتب المدرسية..
فهُنا ومن منطلق حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الوزارة، ولتفادي الزيادة في أثمان الكتب المدرسية تشجيعا للتمدرس ومحاربة للهدر المدرسي، وأخذا بعين الاعتبار القدرة الشرائية للأسر، يجب عليها ” الوزارة” أن تخرج عن صمتهاوتطمئن الرأي العام، والرد عن كل ما يُقال ويُذاع ويُشاع من زيادات مرتقبة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X