
مسيحيو القبائل يطالبون إدارة ترامب بالتدخل لوقف اضطهادهم في الجزائر
هبة بريس
وجّه ائتلاف المسيحيين في جمهورية القبائل نداء عاجلاً إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالب فيه باتخاذ تدابير صارمة تجاه النظام الجزائري، على خلفية ما وصفه بـ”الاضطهاد المنهجي” الذي تتعرض له حرية المعتقد لدى أتباع الديانة المسيحية في المنطقة الأمازيغية.
تدهور حرية الأديان في الجزائر
وفي رسالة موجهة إلى البيت الأبيض، عبّر الائتلاف عن بالغ قلقه من تدهور حرية الدين في الجزائر، متهماً السلطات الجزائرية باستخدام المادة 87 مكرر سيئة الذكر كأداة قانونية لقمع الممارسات الدينية السلمية، وخاصة المسيحية، تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب”، بينما تُستغل فعلياً لقمع المعارضين والتضييق على الأقليات.
الرسالة كشفت عن “الإغلاق القسري لجميع الكنائس الإنجيلية في منطقة القبائل، باستثناء كنيسة واحدة فقط”، ما جعل المسيحيين بدون دور عبادة، عرضة للترهيب والملاحقات القانونية فقط لمجرد ممارسة شعائرهم.
وأكدت الرسالة أن القساوسة والمصلين يُعتقلون ويُلاحقون لمجرد اجتماعهم للصلاة في منازلهم، بينما يتعرض المتحولون من الإسلام إلى تمييز عنيف، يشمل التهديدات وحتى السجن، بناء على تُهم فضفاضة من قبيل “تقويض الأمن”.
انتهاكات حقوق الإنسان بالجزائر
الائتلاف أشار إلى أن هذه الانتهاكات تمثل خرقاً صارخاً للالتزامات الدولية التي صادقت عليها الجزائر، خاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وذكّر بتصنيف الجزائر ضمن “قائمة المراقبة الخاصة” التي أعدتها وزارة الخارجية الأمريكية منذ عام 2020، وكذلك إدراجها من طرف منظمة “الأبواب المفتوحة” كإحدى أسوأ الدول اضطهاداً للمسيحيين.
الرسالة سلطت الضوء أيضاً على قضية سليمان بوحفص، الناشط المعروف بدفاعه عن الأقليات، الذي اعتُقل لثلاث سنوات بسبب نشاطه الحقوقي، قبل أن يُفرج عنه في شتنبر الماضي، بينما لا يزال عرضة للمضايقات والاضطهاد بسبب معتقداته.
استمرار القمع ضد المسيحيين بالجزائر
وطالب الائتلاف الإدارة الأمريكية باتخاذ خطوات ملموسة، من بينها فرض عقوبات محددة على المسؤولين الجزائريين المتورطين في انتهاكات الحريات الدينية، وفقاً لقانون ماغنيتسكي العالمي، وتصنيف الجزائر كدولة “تثير القلق الخاص” بموجب قانون الحريات الدينية الدولية، إلى جانب الضغط من أجل إصلاحات فورية تشمل إعادة فتح الكنائس المغلقة وضمان حرية العبادة.
كما دعا الائتلاف إلى ربط المساعدات والاتفاقيات التجارية الأمريكية مع الجزائر بتحقيق تقدم فعلي في ملف الحريات الدينية، محذراً من أن استمرار القمع ضد المسيحيين يعكس سياسة ممنهجة تحت شعار “صفر قبائل”، تهدف إلى تهميش المنطقة، وقد تُشجع أنظمة قمعية أخرى في العالم على السير في النهج ذاته دون خوف من المساءلة.
وفي ختام الرسالة، عبّر مسيحيو القبائل عن تقديرهم لجهود الولايات المتحدة في الدفاع عن حرية الدين، داعين إلى اعتبار الأزمة الدينية في الجزائر أولوية عاجلة، ومؤكدين استعدادهم لتقديم المزيد من الأدلة الموثقة حول حملات الاضطهاد الديني التي يتعرض لها المسيحيون تحت النظام الجزائري.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X