منزلق العار بتطوان.. حين يصبح صمت المسؤولين جريمة

عمر الرزيني :تطوان 

في قلب تطوان، وعلى مرأى من الجميع، يستمر منزلق قاتل بشارع محمد الخامس قرب من القنصلية الإسبانية في إسقاط الضحايا الواحد تلو الآخر، وكأننا في مدينة بلا مسؤولين، بلا محاسبة، وبلا ضمير.

الحوادث تتكرر، الأصوات ترتفع، الصور والفيديوهات تفضح الفاجعة يوميًا.. ومع ذلك، يستمر المسؤولون في لعب دور المتفرج، وكأن حياة الناس لا تساوي شيئًا أمام مقاعدهم الوثيرة ومكاتبهم المكيّفة.

أي عبث هذا؟ أي استخفاف بأرواح البشر؟ كيف لمدينة ترفع شعار السياحة والأمان أن تعجز عن إصلاح نقطة سوداء يعرفها الكبير والصغير؟ الأمر لا يحتاج دراسات دولية ولا ملايين الدراهم، بل يحتاج فقط إرادة وحرصًا على سلامة المواطنين.

لكن الحقيقة المرة أن ما يحدث اليوم ليس مجرد إهمال، بل هو عار إداري وأخلاقي، يكشف أن أرواح السكان والزوار لا تدخل ضمن أولويات من يتولون تسيير الشأن العام. صمتهم ليس بريئًا، بل هو مشاركة صريحة في الجريمة.

فليتحمل كل مسؤول، من أصغر موظف إلى أعلى سلطة محلية، نصيبه من الدماء والكسور والمعاناة التي يخلفها هذا المنزلق يوميًا. التاريخ لن يرحم، والذاكرة الجماعية لا تنسى.

لقد آن الأوان أن نقولها بصراحة: تطوان تستحق مسؤولين في مستوى تطلعاتها، لا موظفين غارقين في اللامبالاة والتقاعس. وإصلاح هذا المنزلق ليس منّة من أحد، بل هو واجب بديهي وتأخره كل هذه المدة فضيحة كبرى.

فإما أن يتحركوا فورًا لإنهاء هذه الكارثة، أو أن يتركوا الكراسي لغيرهم ممن يقدّرون قيمة الإنسان وكرامة المدينة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى