
من قلب الجزائر.. واشنطن توجّه صفعة دبلوماسية للنظام العسكري بتجاهل قضية الصحراء المغربية
هبة بريس
في صفعة دبلوماسية موجعة للنظام الجزائري، تجاهل مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل تام ملف الصحراء المغربية خلال زيارته الرسمية إلى الجزائر، ما أثار استياء قصر المرادية الذي كان يمني النفس بانتزاع موقف داعم أو حتى تلميح رمزي ينسجم مع طروحاته العدائية ضد وحدة المغرب الترابية.
فشل النظام الجزائري في فرض موضوع الصحراء
وفي ختام زيارته، ركّز بولس على الدفع بعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن والجزائر، متحدثًا عن ملفات الأمن ومحاربة الإرهاب والتعاون الاقتصادي، دون أن يورد أدنى إشارة لقضية الصحراء، وهو تجاهل لم يكن بريئًا، بل يحمل دلالات سياسية عميقة، ويعيد التأكيد على الموقف الأمريكي الثابت منذ إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب اعترافها بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
المفارقة أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال لقائه ببولس، حاول الترويج لمجموعة من الملفات التي اعتاد النظام العسكري استغلالها لكسب التعاطف الدولي، من بينها السلام الإقليمي، وتأمين الحدود، والتحديات الإفريقية، لكنه فشل مرة أخرى في فرض موضوع الصحراء ضمن الأجندة الأمريكية، رغم ما يبذله من جهود دبلوماسية محمومة لتدويل نزاع ميت.
تآكل الخطاب الانفصالي للجزائر
ويعتبر مراقبون أن تجاهل بولس لهذا الملف من قلب العاصمة الجزائرية، يكرّس تآكل الخطاب الانفصالي الذي تراهن عليه الجزائر، ويعد انتصارًا دبلوماسيًا صريحًا للمغرب، الذي يواصل حصد المواقف المؤيدة لمبادرة الحكم الذاتي، في وقت تعاني فيه الأطروحات الانفصالية من عزلة غير مسبوقة حتى خلال الزيارات الرسمية التي كانت الجزائر تراهن عليها لتلميع روايتها الفاشلة.
بهذا الموقف، وجّه البيت الأبيض رسالة واضحة مفادها أن ملف الصحراء ليس أولوية في علاقاته مع النظام الجزائري، وأن الانحياز الدولي يميل بثبات لصالح الوحدة الترابية للمغرب، رغم كل محاولات التشويش والمناورة التي تبذلها الجزائر على الساحة الدولية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X