
مورسيا.. مجهولون يتسللون ليلا للإعتداء على الجالية المغربية في بلدة تورّي باتشيكو
سعيد الحارثي – مدريد
شهدت بلدة تورّي باتشيكو، الواقعة في إقليم مورسيا الإسباني، ليلة ساخنة من التوتر والاشتباكات بين مجموعات من المهاجرين وأخرى قيل إنها قدمت من خارج البلدة. ووقعت الأحداث في حي سان أنطونيو، المعروف بوجود عدد كبير من السكان من أصول مهاجرة، خاصة من المغرب.
كما صف شهود عيان ما جرى بأنه ليلة تشبه “حرب الشوارع”، حيث سادت حالة من الفوضى والخوف بين السكان، خاصة في الأحياء التي يقطنها عدد كبير من المهاجرين. ونتيجة لهذه الأجواء المتوترة، قررت الجالية المغربية في تورّي باتشيكو إلغاء السوق الأسبوعي الذي كان من المقرر تنظيمه، وذلك تخوفًا من تجدد أعمال العنف أو استهداف التجمعات العامة، في انتظار عودة الهدوء بشكل كامل.
وبحسب السلطات المحلية، بدأت المشاكل بعد أيام من حادثة اعتداء على رجل مسن. ومع أن دوافع الاعتداء لم تتضح بعد، إلا أن الحادث أدى إلى تصاعد التوتر، خاصة بعد انتشار دعوات عبر شبكات التواصل للتحرك ضد المهاجرين.
قوات الأمن تدخلت بسرعة مساء السبت، حيث تم تسجيل إصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة، واعتقال شخص واحد بتهمة المشاركة في أعمال عنف. وذكرت مندوبة الحكومة في موريسيا، ماريولا غيفارا، أن الشرطة استخدمت وحدات خاصة للسيطرة على الوضع، وشددت على أن البلدة الآن تحت مراقبة أمنية مكثفة لمنع تكرار ما حدث.
من جهته، قال رئيس بلدية تورّي باتشيكو، بيدرو آنخل روكا، إن ما حدث لم يكن شجارًا بين سكان البلدة، بل بين مهاجرين ومجموعات “جاءت من أماكن أخرى” بهدف زرع الفتنة. وأكد أن “البلدة معروفة بتعايش سكانها” وأن السلطات المحلية تبذل جهدًا كبيرًا لإعادة الهدوء.
فيما أدان رئيس إقليم مورسيا الحادث، أكد أن أي شكل من أشكال العنف غير مقبول. كما دعا السياسيون من مختلف الأحزاب إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الخطابات التحريضية المنتشرة على الإنترنت.
عدد من سكان الحي عبروا عن قلقهم مما وصفوه بـ”محاولات بعض الأطراف إثارة الكراهية”، وقالوا إن العيش المشترك في البلدة كان جيدًا لسنوات، ويجب ألا تسمح السلطات لأي جهة خارجية بإفساد ذلك.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X