
نبيذ في وجه السيادة.. كؤوس الخمر تكشف هشاشة الدبلوماسية الجزائرية في روما
هبة بريس – متابعة
في مشهد يفيض بالرمزية ويعجّ بالرسائل غير المعلنة، حطّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رحاله في العاصمة الإيطالية روما، في إطار زيارة رسمية للمشاركة في القمة الحكومية الجزائرية–الإيطالية السادسة، زيارة وُصفت بـ”رفيعة المستوى”، لكن تفاصيلها كشفت عن نقيض ذلك تماماً.
فبدلاً من أن يكون في استقباله رئيس الدولة الإيطالية أو حتى وزير الخارجية، أوفدت روما وزير الدفاع، في رسالة بروتوكولية لا تخلو من دلالة: الجزائر ليست سوى نظام عسكري مغلّف بواجهة مدنية. لكن تلك الرسالة سرعان ما تحولت إلى ما يشبه الصفعة الرمزية حين تمّ تقديم كؤوس من الخمر لأعضاء الوفد الجزائري خلال لقاء رسمي.
ثلاث كؤوس وضعت أمام كل عضو من الوفد، في مشهد اعتُبر استفزازيًا ومهينًا في آن واحد. ليس فقط لكونه يخالف الأعراف الدبلوماسية، بل لأنه تجاهل بشكل سافر الهوية الثقافية والدينية للجزائر، العضو في منظمة التعاون الإسلامي، والتي تُفترض مراعاة خصوصيتها في المحافل الدولية.
هل كان الأمر مجرد “سهو بروتوكولي”؟ أم أن روما اختارت توجيه رسائلها مغموسة في النبيذ؟ رسائل تتجاوز الاحتقار الدبلوماسي إلى الإهانة الرمزية، خاصة حين تصدر من بلد شريك ويُفترض أنه يُجيد قواعد الضيافة واحترام الثقافات.
الصمت المطبق من جانب الخارجية الجزائرية عمّق الإحراج، وفتح الباب أمام سيل من التساؤلات: لماذا قبل الوفد الرسمي هذا المشهد دون أي رد فعل؟ وهل فقدت الدبلوماسية الجزائرية القدرة على الدفاع عن الرموز والثوابت الوطنية حتى في أبسط صورها؟
زيارة تبون إلى روما انتهت بـ”نكهة خمرية” أكثر من كونها دبلوماسية، وبدلاً من تعزيز العلاقات بين البلدين، كشفت هشاشة الحضور الجزائري في الخارج، وضعف تأثيره حين يُستقبل بكؤوس لا تراعي لا المعتقدات ولا السيادة.
إنها ليست مجرد كؤوس نبيذ.. إنها كؤوس من المرارة والخذلان، تُرفع في وجه دولة اختارت أن تصمت بدل أن تنتفض، وأن تبتلع الإهانة بدل أن تصون الكرامة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X