ندوة دولية بغرناطة تسلط الضوء على الدبلوماسية الثقافية كجسر للتقارب بين المغرب وإسبانيا

هبة بريس

احتضنت المؤسسة الأوروبية-العربية للدراسات العليا بمدينة غرناطة الإسبانية ندوة دولية نظمتها الرابطة المغربية للشباب ناشري الصحف، تمحورت حول موضوع “دور الدبلوماسية الثقافية والفنية والإعلامية في تجسير العلاقات بين البلدان: المغرب وإسبانيا نموذجًا”، بحضور عدد من الفاعلين في مجالات الفن والثقافة والإعلام من كلا البلدين.

الندوة عرفت مشاركة شخصيات سياسية وثقافية بارزة، وشكلت مناسبة لتسليط الضوء على أهمية القوة الناعمة في ترسيخ جسور التفاهم بين الشعبين المغربي والإسباني، في ظل تصاعد بعض الخطابات العنصرية والشعبوية بعدد من الدول الأوروبية. واعتبرت ماريا أورتيغا كاستيلو، نائبة عمدة بلدية فيثنار، أن هذه المبادرات الثقافية تمثل نموذجًا للدبلوماسية الناعمة، مؤكدة أن ما يجمع المغرب وإسبانيا أكثر مما يفرقهما، وأن الفن والثقافة يشكلان أداة فعالة لمواجهة التهميش وصور الكراهية.

ومن أبرز لحظات اللقاء، الإعلان عن انطلاق مشروع فيلم سينمائي يحمل عنوان “طريق”، من إخراج الإسبانية ماريا كاسادو، سيُصور بين المغرب وإسبانيا، ويجسد القيم المشتركة بين الضفتين. وقالت المخرجة إن هذا العمل ليس مجرد إنتاج سينمائي، بل رسالة إنسانية تدعو إلى إعادة نسج الروابط الثقافية والروحية بين الشعوب.

رئيس الرابطة المغربية للشباب ناشري الصحف، محمد فجري، أكد في مداخلته أن العلاقات المغربية الإسبانية تستند إلى رصيد عريق من التبادل الحضاري، داعيًا إلى استثماره في مشاريع فنية وإعلامية تعزز التواصل وتواجه نزعات الانغلاق. وأضاف أن الوقت قد حان لمنح الدبلوماسية الثقافية المكانة التي تستحقها، خاصة في ظل التوترات المعزولة التي تشهدها بعض المدن الأوروبية، مشددًا على أن الرد العقلاني والمسؤول يكمن في تشجيع الحوار والانفتاح بدل خطاب الكراهية والتعميم.

بدوره، أشار الإعلامي أيمن رغايس، منسق مشاريع الرابطة بإسبانيا، إلى أن الإعلام والفن ينبغي أن يكونا في طليعة القوى الناعمة التي تعكس حقيقة المجتمعات وتنقل صورًا صادقة ومتوازنة. ودعا إلى إنتاج مضامين إعلامية وثقافية تُعزز التفاهم بين الضفتين وتواجه الصور النمطية. واعتبر أن تصوير جزء من مشاهد فيلم “طريق” بمدينة العيون يحمل رسالة قوية، مفادها أن الجنوب المغربي جزء لا يتجزأ من المشهد الحضاري الوطني، وأنه قادر على أن يكون واجهة للإبداع والانفتاح.

الندوة شكّلت أيضًا منصة لفتح آفاق التعاون المستقبلي، سواء من خلال دعم الإنتاجات الثقافية المشتركة، أو عبر تبادل الخبرات وتنظيم برامج تهدف إلى ترسيخ الحوار بين الثقافات، في أفق بناء فضاء متوسطي مشترك قائم على الاحترام والتعايش.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى