
هل تعترف الصين بمغربية الصحراء… رداً لجميل الحسن الثاني؟
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في مشهد دبلوماسي لافت، وبحضور شخصيات أكاديمية وسياسية رفيعة، شهدت العاصمة المغربية الرباط مؤخرًا تنظيم ندوة فكرية حملت عنوانًا عميق الدلالة: “العلاقات المغربية-الصينية في ظل 25 سنة من الحكم”. الحدث، الذي حضره السفير الصيني لدى الرباط لي تشانغلين، تحول من مناسبة ثقافية إلى محطة سياسية ذات رسائل مشفّرة.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل تُمهد بكين الطريق نحو اعتراف واضح بمغربية الصحراء، وفاءً لموقف تاريخي مغربي دعم الصين في لحظة مفصلية من تاريخها؟.
. ذاكرة سياسية لا تنسى
السفير الصيني لم يتردد في استحضار مشهد يعود إلى ستينيات القرن الماضي، حين وقف الملك الراحل الحسن الثاني مدافعًا عن حق الصين في استعادة مقعدها داخل منظمة الأمم المتحدة، لم تكن تلك الخطوة مجرد تعبير سياسي عابر من ملك حكيم ، بل كانت وفق السفير، تعبيرًا عن رؤية استراتيجية مغربية استبقت تحولات العالم.
واليوم، بعد أكثر من نصف قرن، يبدو أن الصين لم تنسى هذا الموقف النبيل. بل إنها، وفق ما تم تداوله في الندوة، تحتفظ به في ذاكرتها الدبلوماسية وتستحضره كجزء من الرصيد الرمزي للعلاقات الثنائية.
– الصحراء على طاولة بكين
ما لفت انتباه المتابعين، هو تأكيد السفير الصيني بالرباط ” لي تشانغلين ” أن قضية الصحراء المغربية باتت تحظى باهتمام متزايد داخل أروقة القرار الصيني، ليس فقط عبر الترجمات والتحليلات، بل من خلال رفع توصيات رسمية من سفارة الصين في الرباط إلى بكين، هذا التطور، وفق محللين، لا يمكن أن يُقرأ بمعزل عن إرهاصات موقف صيني جديد قد يتبلور في القادم من الأشهر.
في الوقت نفسه، قامت السفارة الصينية بنشر تغريدات رمزية بمناسبة “اليوم الدولي للحوار بين الحضارات”، اقتبست خلالها نصوصًا من الدستور المغربي، مبرزة مكونات الهوية الوطنية، بما فيها المكون الصحراوي الحساني، في خطوة رآها كثيرون بمثابة تلميح دبلوماسي محسوب نحو تبني رؤية المغرب في وحدته الترابية.
– شراكة لا تقتصر على الاقتصاد
العلاقات بين البلدين تجاوزت في السنوات الأخيرة الأبعاد التجارية والاقتصادية. فالصين اليوم تُعد شريكًا استراتيجيًا في مشاريع بنية تحتية، وتحول رقمي، وتعاون ثقافي عميق، وهو ما أكده كذلك الدكتور ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني، حين دعا الصين إلى التموقع كفاعل دولي مناصر للوحدة الترابية المغربية، انسجامًا مع شراكتها العميقة مع المملكة، وحرصها على توازنات دولية أكثر عدلاً.
– من الوفاء الدبلوماسي إلى التحول السياسي
في ضوء هذه التطورات، يبرز السؤال الجوهري: هل تتجه الصين فعلًا نحو الاعتراف الكامل بمغربية الصحراء، كردّ جميل لموقف الملك الراحل الحسن الثاني؟ أم أن بكين ستواصل تموضعها الحذر بين دعم غير مباشر واحترام للشرعية الدولية بصيغتها التقليدية؟
الجواب لا يبدو بعيدًا، خاصة في ظل عالم يتغير، وتحالفات يعاد رسمها وفق منطق المصالح بعين استراتيجية لا تغفل التاريخ بين البلدين الصديقين .
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X