
هل تنجح الشركة الجهوية بجهة فاس في تسيير قطاعي الماء والكهرباء؟
هبة بريس – مكتب فاس
مع انطلاق تجربة الشركات الجهوية المتعددة الخدمات، والتي تهدف إلى تحسين حكامة تدبير المرافق الحيوية كالماء والكهرباء والتطهير السائل، بدأت تبرز أسئلة حقيقية حول مدى قدرة هذه الشركات على ضمان استمرارية المرفق العمومي بجودة ونجاعة، خاصة بعد انضمام قطاعات حيوية مثل الماء والكهرباء إلى بنياتها.
في جهة فاس-مكناس، أُسندت مهمة التسيير لمدير جديد على رأس الشركة الجهوية، رغم أن جل المناصب الحساسة داخل هذه الشركات أصبحت من نصيب أطر الوكالات المستقلة التي كانت تابعة لوزارة الداخلية. هذا المعطى يطرح أكثر من علامة استفهام:
أين ذهبت كفاءات قطاع الماء والكهرباء؟
هل أصبح الانتماء المؤسساتي معيارًا أهم من الكفاءة والتجربة؟
هل سيتمكن المدير الجديد من تسيير قطاع تقني معقد، دون الاستعانة بخبرة الأطر التي راكمت سنوات من التجربة؟
من المعروف أن قطاع الماء والكهرباء يزخر بكفاءات عالية ومؤهلة، ساهمت لعقود في ضمان استمرارية الخدمة وتحسينها، وتتوفر على معرفة ميدانية دقيقة لا تعوضها القرارات المركزية أو التعيينات الفوقية. تجاهل هذه الطاقات يعتبر تهديدًا مباشرًا لمبدأ الكفاءة والاستحقاق، وقد يؤثر سلبًا على جودة الخدمة المقدمة للمواطنين.
إن المرحلة الحالية تستدعي أكثر من أي وقت مضى إشراك كل الكفاءات الحقيقية، بغض النظر عن انتمائها الإداري السابق، في سبيل إنجاح هذه التجربة الجهوية الجديدة، وإلا فإن المشروع برمته سيكون مهددًا بفقدان الثقة والفعالية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X