
تفاصيل فاجعة سطات.. عندما م.ات الأبوان ونجا الطفلان بأعجوبة
محمد منفلوطي_ هبة بريس
إنها قصة مؤلمة ومؤثرة، أدمعت العيون وأدمت القلوب، وخلفت حزنا وأسى كبيرين بين صفوف الأسرة التعليمية بمنطقة بن مسيك، والبرنوصي خصوصا، وعلى الساحة الوطنية عموما..
إنها قصة مؤثرة لأسرة صغيرة مكونة من الأب والأم وطفلين لم يبلغا بعد سن الحلم، كانوا جميعا عائدين بعد نشوة الاصطياف بمنتجع زفير بمراكش.
نعم، كانوا عائدين وكلهم أمل في يوم غد مشرق وعام دراسي مقبل مليء بالعطاء والأداء الإداري، لاسيما وأن الزوجين كانا من خيرة أطر الإدارة التربوية.
نعم، هي الزوجة “خ.ز” مديرة مدرسة رابعة العدوية بمديرية سيدي البرنوصي، وزوجها الأستاذ “ع.ك” مدير مدرسة ابن العميد بمديرية ابن امسيك سيدي عثمان.
نعم كانا معا في رحلة العودة إلى المنزل، ومعهما ابنيهما، وشاءت الأقدار أن يغادرا معا إلى دار البقاء بعد حادثة سير مميتة بالطريق السيار قبل يومين وبالضبط يوم السبت الماضي.
هي حادثة أليمة نجمت عن اصطدام قوي جرى بين سيارتهما وأخرى بالطريق السيار مراكش البيضاء، وعلى مستوى النفوذ الترابي لمدينة سطات، هناك وقعت الواقعة، ومات الأبوين ومعهما مات صاحب السيارة الأخرى، ونجا ابنيهما بأعجوبة بعد قدرة القدير.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وتحول محيط مستشفى الحسن الثاني بسطات إلى قبلة للمعزين والمواسين، وأحيلت جثتي الضحيتين صوب مستودع الأموات، فيما نقلا الطفلين إلى إحدى المستشفيات بمدينة الدار البيضاء لخطورة الإصابات.
تحول الفضاء الأزرق إلى منصة لتداول خبر الفاجعة، وما هي إلا لحظات حتى اكتشفت هوية الضحيتين ومقر عملهما، مما تقاطرت معه التعاليق مسترسلة تعدد مناقب الراحلين وجديتهما وانضباطهما وأخلاقهما المتميزة وتدبيرهما الحديث.
** مديرية التعليم بابن مسيك تعزي وتواسي..
لم تتأخر كثيرا المديرة الإقليمية للتعليم بابن مسيك ” لطيفة لماليف”، حتى خرجت على الصفحة الفايسبوكية الرسمية للمديرية الإقليمية بتعزية عبرت من خلالها عن تعازيها الحارة لرحيل الفقيد مدير مدرسة ابن العميد، عن نفسها و نيابة عن كافة الأطر الإدارية و التربوية بالمديرية الإقليمية، بأحر التعازي وأصدق المواساة لأسرته الكريمة.
** مديرية التعليم بالبرنوصي بدورها تتفاعل
هي الفاجعة التي ذهبت ضحيتها مديرة مدرسة رابعة العدوية، عجلت بخروج المديرية الإقليمية للتعليم بالبرنوصي على لسان مديرها الإقليمي”عبد العالي خلاد”، الذي قال في قصاصة نشرتها الصفحة الرسمية للمديرية الإقليمية، إنه تلقى بقلوب حزينة مؤمنة بقضاء الله وقدره، نبأ وفاة المشمولة برحمة الله “خ.ز”، مديرة مدرسة رابعة العدوية الابتدائية، وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم إلى أسرة الفقيدة نيابة عن جميع موظفات وموظفي المديرية الإقليمية بأحر التعازي راجيا من العلي القدير أن يتقبلها مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
شُيعت الجنازتين، وانفض الجمع، وبقيت آثار الفقيدين تروى بين صفوف المعزين وبين صفوف رجال ونساء التعليم ممن عايشوهما، الكل أجمع على كلمة سواء، الانضباط وحسن الخلق..
نعم، انفض الجمع، وانتهت القصة، ونجا ابنيهما بقدرة القدير ليواصلا رحلة العلاج، ويحملان معهما قصة أليمة ستبقى خالدة، تُحكى وتروى..
رحم الله الفقيدين وأسكنهما فسيح الجنان، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X