
أسفي.. ثانوية “فاطمة الفهرية”على صفيح ساخن قبل الدخول المدرسي
هبة بريس – الهروالي
تشهد الثانوية الإعدادية “فاطمة الفهرية” بمدينة آسفي أزمة تربوية وإدارية غير مسبوقة، اندلعت شرارتها خلال الموسم الدراسي الماضي، وما زالت تداعياتها تُلقي بظلالها على الاستعدادات للدخول المدرسي المقبل، في ظل غياب تدخلات حاسمة من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية.
– خلاف داخلي يتحول إلى أزمة مفتوحة
الأزمة تفجرت إثر تغييرات مفاجئة في جداول الحصص الدراسية، برّرتها مديرة المؤسسة بكونها إجراءات تنظيمية تم اتخاذها بناءً على خلاصات لجنة تفتيش تابعة للمفتشية العامة، رصدت حسب تصريحها اختلالات بيداغوجية وتدبيرية تستوجب إعادة هيكلة استعمال الزمن.
في المقابل، اعتبر عدد من الأطر التربوية المتضررة أن هذه الإجراءات استهدفتهم بشكل انتقائي، واتهموا المديرة بانتهاج سياسة الإقصاء وتهميش العمل الجماعي، إلى جانب اتخاذ قرارات انفرادية دون الرجوع إلى المجالس التربوية المعتمدة، كما تحدث أحد الأساتذة عن تعرضه لما وصفه بـ”كمين إداري”، انتهى بملاحقة قضائية عقب خلاف مع تلميذة، رغم تنازل أسرتها عن المتابعة.
– النقابات تدخل على الخط
ردًا على ما اعتبرته “تجاوزات خطيرة”، أصدر المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم (FNE) بلاغًا شديد اللهجة، اتهم فيه إدارة المؤسسة بخلق مناخ مهني غير سليم، وارتكاب خروقات متعددة تشمل تعطيل مصالح الأساتذة والتلاميذ، والتأثير السلبي على أنشطة الجمعية الرياضية، إلى جانب التضييق على الحريات النقابية، والتستر على موظف موضوع متابعة تأديبية منذ سنة 2019.
– لجان التفتيش تكشف خروقات مالية
وفي تطور لافت، حلت لجنة تفتيش إقليمية بالمؤسسة خلال الأسبوع الماضي، بأمر من المديرية الإقليمية، للتحقيق في الوضع المالي والإداري، وكشفت مصادر مطلعة عن رصد اللجنة لاختلالات مالية جسيمة، من أبرزها تحويل مبلغ يقارب 13 ألف درهم من ميزانية المؤسسة إلى حساب الجمعية الرياضية دون سند قانوني، فضلاً عن غياب وثائق محاسباتية تبرر صرف مجموعة من الاعتمادات المالية، ما أثار مخاوف حول مدى الالتزام بمبدأ الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
ضغوط سياسية وروايات متباينة
في الوقت الذي يطالب فيه عدد من الأساتذة بتدخل عاجل للمديرية الإقليمية لإنهاء ما وصفوه بـ”حالة العبث”، تروج داخل أروقة المؤسسة اتهامات غير مؤكدة تشير إلى استفادة المديرة من دعم نقابي وسياسي، يُعتقد أنه يحميها من أية مساءلة إدارية. من جهتها، نفت المديرية الإقليمية هذه الادعاءات، مؤكدة أن جميع الملفات تُعالج بموضوعية ووفق المساطر القانونية المعمول بها.
– دخول مدرسي على وقع التوتر
مع اقتراب انطلاق الموسم الدراسي الجديد، يسود الترقب والقلق وسط الأطر التربوية بالمؤسسة، خاصة في ظل التهديد بتنظيم وقفات احتجاجية أمام الثانوية والمديرية الإقليمية، إذا لم تُتخذ قرارات عملية تعيد الهدوء إلى المشهد التربوي.
وبين تعثر محاولات الوساطة ونتائج التفتيش المثيرة للقلق، يظل مصير الموسم الدراسي المقبل رهينًا بإرادة الجهات المسؤولة في اعتماد حلول ناجعة تحترم القانون وتعيد الثقة لمكونات الأسرة التعليمية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X